
يوم مشمس على الشاطئ ☀️
كانت الشمس ترسل خيوطها الذهبية على رمال الشاطئ الناعمة، وفي الوقت نفسه كان البحر يغني أغنيته الهادئة بأمواجه الزرقاء الصافية. أما في هذا اليوم الجميل، فقد اجتمع ثلاثة أصدقاء: سامي، وليلى، وعلي، ليبنوا قصرًا رمليًا كبيرًا بأبراج وقنوات مائية صغيرة. وبينما كانوا يعملون بحماس، كانت ضحكاتهم تملأ المكان. ثم بدت سعادتهم تلمع مثل أشعة الشمس، وكأنها تؤكد أن لحظات اللعب مع الأصدقاء هي الأجمل على الإطلاق.
بعد أن انتهوا من قصرهم الرائع، أخرج علي كرة الشاطئ الجديدة. كانت كرة مميزة جدًا، مقلّمة بالأحمر والأصفر والأزرق، وتبدو وكأنها قوس قزح صغير يتدحرج على الرمال.
صاحت ليلى بحماس: “هيا نلعب! لنرَ من يستطيع أن يرميها أبعد!”
بدأوا يلعبون بسعادة، يتقاذفون الكرة فيما بينهم ويركضون حفاة الأقدام على الرمال الدافئة. كان سامي يقفز عاليًا ليمسك بالكرة، بينما كان علي يضحك وهو يحاول مراوغتهم، وكانت ليلى تشجع الجميع بصوتها العالي والمرح.
الكرة تسبح بعيدًا 😥
بينما كانوا يلعبون، رمى علي الكرة بقوة زائدة قليلاً. طارت الكرة في الهواء، وبدلاً من أن تسقط على الرمال، سقطت “طُب!” في الماء، على حافة الأمواج تمامًا. في البداية، لم يقلقوا، فالماء كان قريبًا.
ولكن، فجأة، جاءت موجة كبيرة ومرحة، وكأنها قررت أن تشاركهم اللعب. سحبت الموجة الكرة معها بلطف إلى داخل البحر. شاهد الأصدقاء الثلاثة كرتهم الملونة وهي تبتعد شيئًا فشيئًا، تطفو وتتمايل مع حركة الأمواج، وتتحول إلى نقطة صغيرة في الأفق.
وقفت ليلى ووضعت يدها على فمها، وقالت بقلق: “يا إلهي، الكرة تبتعد! إنها تذهب بعيدًا جدًا!”
نظر علي إلى البحر وقال بصوت خافت: “الماء هناك يبدو عميقًا، وأنا لا أجرؤ على السباحة كل هذه المسافة.”
ساد الصمت بينهم للحظات. كانوا يشعرون بالحزن، فكرتهم الجميلة قد أخذها البحر. نظروا إلى بعضهم البعض، ثم إلى النقطة الملونة البعيدة التي كانت كرتهم.
شجاعة سامي في مواجهة الأمواج 🌊
نظر سامي إلى وجوه أصدقائه الحزينة، ثم إلى الكرة التي كادت أن تختفي. تذكّر دروس السباحة التي علّمه إياها والده في المسبح. كان والده يقول له دائمًا: “يا سامي، لا تخف من الماء، لكن احترمه دائمًا. كن واثقًا من قدراتك، واعرف حدودك.”
شعر سامي بالقوة تنمو في داخله. لم تكن قوة عضلات فقط، بل قوة الشجاعة والرغبة في مساعدة أصدقائه.
ثم أخذ نفسًا عميقًا وقال بثقة: “لا تقلقوا، سأذهب وأحضرها!”
قبل أن يتمكن علي وليلى من قول أي شيء، ركض سامي نحو الماء. لم يقفز بتهور، بل دخل بهدوء، وشعر ببرودة الماء المنعشة على قدميه، ثم بدأ يسبح بحركات قوية ومنتظمة، تمامًا كما تدرب. كانت ذراعاه تقطعان الماء، ورأسه يرتفع ليتنفس ويراقب هدفه: الكرة الملونة.
من على الشاطئ، كان علي وليلى يراقبانه بقلق وأمل. وفي تلك اللحظة كانا يصرخان معًا: “هيا يا سامي! أنت تستطيع! كن حذرًا!”
وبالفعل، كانت أصواتهما تعطيه دفعة من الطاقة، كما أن تشجيعهما جعله أكثر ثباتًا. لذلك استمر في السباحة، وشعر بأنه جزء من البحر، ينساب مع أمواجه لا ضدها.
عودة البطل والكرة 🎉
أخيرًا، وصل سامي إلى الكرة! أمسك بها بقوة وشعر بسعادة غامرة، وبهذا شعر أنه حقق إنجازه المنتظر. بعد ذلك، استدار وبدأ رحلة العودة إلى الشاطئ، وهو يدفع الكرة أمامه بحماس. ولحسن الحظ، كانت العودة أسهل قليلاً، إذ إن الأمواج كانت تساعده الآن وتدفعه نحو أصدقائه. وهكذا، ازدادت ابتسامته اتساعًا مع كل خطوة يقترب بها منهم.
عندما وصل إلى المياه الضحلة ووقفت قدماه على الرمال، ركض علي وليلى نحوه بسرعة. لم يسألا عن الكرة أولاً، بل سألت ليلى بقلق: “هل أنت بخير يا سامي؟”
ثم ابتسم سامي وهو يلهث قليلاً، وقال: “نعم، أنا بخير. كانت مغامرة ممتعة!”
عانقه علي وقال بفخر: “لقد كنت شجاعًا جدًا! أنت بطل الشاطئ يا سامي!”
أخذوا الكرة، ولكن قبل أن يكملوا اللعب، جلسوا جميعًا على الرمال ليستريحوا. كانوا ينظرون إلى سامي بإعجاب، ليس فقط لأنه أعاد لهم كرتهم، بل لأنه أظهر لهم معنى أن تكون صديقًا شجاعًا ومستعدًا للمساعدة.
عادوا للعب مرة أخرى، لكن هذه المرة كانوا يلعبون أقرب إلى الشاطئ، وقد تعلموا درسًا مهمًا عن المرح والمسؤولية، وعن الصديق الرائع الذي كان بينهم. ومع غروب الشمس، كانت ضحكاتهم لا تزال تملأ الشاطئ، لكنها كانت ممزوجة هذه المرة بشعور دافئ من الصداقة والامتنان.